يدور الكتاب حول فكرة رئيسة مفادها أنَّ الأشخاص لديهم ملفات تعريف سلوك مختلفة فلا يمكن التواصل مع الجميع بنفس الطريقة، ويحاول أريكسون أن يعطي الطريقة الأكثر استخدامًا في العالم لمراعاة الاختلافات في التواصل البشري ووصف هذه الاختلافات.
تسمى هذه الطريقة بنظام DISA أو DISC، وهي مختصرات ترمز إلى الهيمنة، والحث، والتقديم، والقدرة التحليلية،
هذه المصطلحات الأربعة هي أنواع السلوك الأساسية التي تصف كيف يرى الناس أنفسهم بالعلاقة مع بيئتهم،
ويرتبط كل نوع من أنواع السلوك
بأحد هذه الألوان وهي:
الأحمر،
والأصفر،
والأخضر،
والأزرق.
يُقسم أريكسون أنماط السلوك التي يرمز لها بالألوان في كتابه على النحو الآتي:
الأشخاص أصحاب السلوك الأحمر:
يتميز هؤلاء الأشخاص بأنهم سريعون، وسعداء بتولي القيادة متى طلب منهم ذلك، عندما يشرعون في العمل، يصبحون مهووسين بالسيطرة، ولديهم الحد الأدنى من الحذر، ويتسمون بقوة العزيمة والإرادة، وتفكيرهم متجه نحو النتائج، ولديهم سرعة وضبط للوقت. يبقون عادة على مسافة من الآخرين، ولديهم أسلوب مصافحة قوية، ويميلون إلى الأمام بقوة، ويستخدمون التواصل المباشر بالعين ويتحكمون في الإيماءات أما كيف تتحدث معهم، فعليك أن تكون صادقًا ومباشرًا وجداليًا؛ يكرهون الغموض، ويكونون أقل تقبلاً إذا استخدمت تعبيرات التلطف الزائد.
الأشخاص أصحاب السلوك الأصفر:
يكون الشخص ذو السلوك الأصفر مسليًا، ومبدعًا، ويرفع من الحالة المزاجية لدى الآخرين، ولكن عندما يمنحه الآخرون مساحة غير محدودة، فسوف يستهلك كل الأكسجين الموجود في الغرفة بسبب ثرثرته، ولن يسمح لأي شخص بالدخول في محادثة، وربما تعكس قصصه الواقع بشكل أقل. وكذلك فإنه يتمتع برد فعل سريع واندفاعي، وأقصى جهد للمشاركة، والحد الأدنى من الاهتمام بالروتين، ويميل لرفض العزلة، لديه حماسة، والقدرة على الإقناع والإبداع، متفائل، واجتماعي، وعفوي، ومعبر، وساحر، ومليء بالحيوية، وأناني. عندما تتحدث مع ذوي السلوك الأصفر، فإنهم يكونون أكثر تقبلاً عندما تكون منفتحًا وودودًا معهم، حاول أن تضحك على نكاتهم وأدخل واحدة أو اثنتين بنفسك، ومن الأفضل تزويدهم بقائمة مفصلة بمسؤولياتهم بعد انتهاء الجزء الشفهي من مناقشتك، وكذلك فإنهم لا يحبون أن يُعزلوا، فلا تضعهم في مكاتب انفرادية؛ هم أيضًا لا يريدون أن يكونوا محاطين بالطاقة السلبية.
الأشخاص أصحاب السلوك الأخضر :
الأشخاص ذوي السلوك الأخضر يتصفون بأنهم ودودون ولطيفون للغاية، ويهتمون بصدق بالآخرين، تكمن المشكلة في أنهم لا يتخذون موقفًا مطلقًا تجاه القضايا، من الصعب أن تعرف ما هو موقفهم بوضوح، وكثرة التردد يقتل طاقة الأشخاص الذين يتعاملون معهم. ردود أفعالهم هادئة، ولديهم الحد الأدنى من الاهتمام بالتغيير، ويميلون لرفض الصراع، الصفات التي يتصفون بها هي الصبر، الراحة، الانضباط، الثقة، الإخلاص، التواضع، الحكمة، ولا يحبذون أن يُسلط عليهم الضوء، عندما تنتقدهم حاول أن تتأكد من أن الانتقاد ليس لأمر شخصي؛ لأن لديهم درجة متدنية من الغرور.
الأشخاص أصحاب السلوك الأزرق:
يتمتع هؤلاء الأشخاص بالفكر التحليلي، والسلوك الرصين، والتفكير قبل التكلم، إن قدرتهم على الحفاظ على هدوئهم هي بلا شك ميزة يحسدهم عليها كل من لا يقدر على ذلك، ومع ذلك، يمكن للتفكير النقدي لديهم أن يتحول بسهولة إلى شك واستجواب من حولهم، يمكن أن يصبح كل شيء في أذهانهم مشبوهًا وشريرًا. ردود فعلهم بطيئة، ويبذلون أقصى جهد في التنظيم، والحد الأدنى من الاهتمام بالعلاقات، يعملون بحذر ويميلون إلى تجنب الانخراط، ويتميزون بالسلوك المنهجي، واتباع العادات التقليدية الصحيحة، كما يبدو لدى البعض أن التعامل معهم غير آمن، فهم موضوعيون، ومنظمون، ويطلبون الكمال، ويحتاجون إلى وقت للتفكير والبحث عن الحقائق، ويحبون التدقيق، واتباع القواعد. عندما تتحدث معهم عليك إعداد الحقائق والحجج مسبقًا؛ لأنه ما لم تكن تعرف إجابات لجميع أسئلتهم، فلن يأخذوا فكرتك على محمل الجد، ويريدون خططًا مدروسةً جيدًا؛ ومع ذلك، فهم يطلبون وقتًا ومساحةً كافيةً لتنفيذها بشكل صحيح؛ لذلك لا تُجبرهم على مواعيد نهائية ضيقة لإنجاز الأعمال؛ لأنّك لن تنجح أبدًا.
التعريف بالكتاب ومؤلفه :
هو أحد أهم كتب خبير الاتصال السويدي توماس أريكسون، نشره في عام 2014م، وله ترجمات إلى لغات عديدة تصل إلى 40 لغة إلى يومنا هذا، أحدها لعمر فتحي، دار صفصافة في الجيزة، وهو أحد الكتب غير الخيالية الأكثر مبيعًا في السويد خلال نصف العقد المنصرم، فقد بيع منه أكثر من مليون نسخة.[١] والكتاب يتميز بعدد صفحات متوسط نسبيًا، فإحدى ترجماته للعربية تصل إلى 319 صفحة، ويلحظ القارئ أثناء قراءته أن الكاتب يطرح الأسئلة؛ ليفسح للقارئ فرصة للمزيد من الفهم ومناقشة الفكرة، ويضع في ختام الكتاب إجابات هذه الأسئلة، وكذلك الاستنتاجات التي توصل لها .