في ١٠ سنين بس الدولار من ١٠ جنيه لـ ٦٠٠ جنيه؛ طب ليه؟ فى السودان
شوف فكرة حدوث انفلات امني او سياسي في اي دولة واللي هي طبعًا بتبدأ بثورة دي ليها ادبيات وشروط وتفاصيل معينة لازم كلها تتوفر عشان الثورة دي تتنفذ،
فالحكاية مش مسألة إن اصل الناس زهقانة ومش عارف ايه .. إلخ إلخ ده كلام السُذج، الحكاية عاملة زي موتور العربية لو سألت حد بيشتغل ازاي هيقولك بالبنزين، بس الإجابة دي سطحية جدًا وناقصة لأن مفيش موتور بيشتغل بالبنزين بس، الموتور بيشتغل ببنزين ومن ثم هوا بيتخلط مع البنزين ومن ثم زيت ماشي في كل اجزاء الموتور ومن ثم سائل تبريد بيبرد الموتور ومن ثم كهربا بتدي شرارة لحاجة اسمها بوچيهات تشغل خليط البنزين والهوا اللي اتكلمنا عليهم في الاول..
فالناس هم وقود الثورة، لكن ما جنب الوقود بيلزم حاجات كتير إن متوفرتش، الثورة دي مش هتدور، المهم ما علينا نرجع لمرجوعنا..
"الثورة" على "ازمة اقتصادية" مش بتعالج بل بتثير الامور سوءا، يعني اخواتنا السودانيين يمكن كانوا شايفيين إن السعر الدولار ١٠ جنيه في ٢٠١٥ ده فشل منقطع النظير
والحكومة والنظام هنا لازم يمشوا، ولما اتحركوا عليهم السعر ده ونتيجة الانفلات الامني والسياسي وصل لـ ٢٠٠ جنيه، هل الامور اتعالجت مثلا وتم تحجيم الانفلات ده في سعر الجنيه ووصلنا ٣٠٠ واستقرينا مثلا وبدأنا نتعافى، الإجابة لا، النهاردة السعر ٦٠٠ وفي تزايد مستمر وكدة خلاص مفيش امل في حل ع المدى القريب بشكل نهائي..
الخلاصة يا سيدي الفاضل إن بالنسبة للدول الأمن والاستقرار الأمني والسياسي هما بمثابة الصحة بالنسبة للإنسان والاقتصاد في الدولة هو بمثابة مصدر الدخل بالنسبة للإنسان..
لو مصدر دخلك اتأثر لأي سبب وحصلك ازمة بس صحتك لسة تمام هتقدر تقوم وتحاول وتشتغل اي حاجة وتجيب فلوس وتعيش، إنما لو لا قدر الله اتعرضت لحادث فقدت فيه صحتك وقدرتك ع الحركة وبقيت عاجز انت كدة خلاص انتهيت ولا هتقدر تشتغل ولا تنتج ولا تعالج ازماتك وهتتضطر تعيش ع المساعدات والمعونات، ربنا يشيل عن الكل ويشفي الكل دول وافراد..
الموضوع سهل وبسيط، اي دعوة بتسمعها عن اي نوع من انواع الفوضى هي مش هتعالج، هي هتضيعك خالص وتقضي عليك، انت دلوقتي لسة واقف على رجليك قادر تتحرك وتقاوح وتشتغل، إنما لو وقعت، فمحدش هيسمي عليك..