-->
جاري التحميل ...

التغافل الذكي فبعضُ التغافل مفيدٌ جداً

-1-
-2-

 التغافل الذكي 




يقول أحد المدراء :

عندما ترقيت إلى منصب  مدير

كان من ضمن الموظفين عندى شابٌ نشيطٌ جداً ، 

وناجحٌ في عمله ، 



وكان يقوم بكل ما يطلبُ منه بذكاءٍ وسرعةٍ ودقةٍ ، 

كما أنه يحقق نسبةَ إنجازٍ عاليةً ، لكنه كان لعوباً إلى حد ما 

فلقد كان يغادرُ مقرَّ عملهِ كثيراً بدون إذن ، 



حتى أن إجازاتُه وأذوناتُه أكثر من المُعتاد.

ذاتَ مرة تقدّم الشاب بإجازة ليسافر مع أصدقائهِ في رحلة .. 

لكنني رفضتها 




فما كان منه إلا أن تقدَّم بإجازةٍ مرضيةٍ ،

 واتصل مدعياً المرض معتذراً عن الحضور 

ولأنني أعرف أنه ليس مريضاً 



ذهبتُ صباحاً إلى بيته وانتظرتُ هذا الشاب باكراً ثم قابلته وهو يحمل عدّة الرحلات 



كاد الموظف يذوبُ خجلاً ،

 ووجههُ يتقلّب بين الخجلِ والحرج 

للأسف ،



بينتُ له أنه لم يكن قادراً على خِداعي ، وأنني لستُ بتلك السذاجة التي يظنُّها 

وبرهنت له أنه كاذب ، 



وخصمتُ عنه أجرَ اليوم مضاعفاً 



لكن ماذا حصل بعد ذلك 

بعد أيامٍ ، 

تقدَّم الشابُّ باستقالته 

ومن جهتي ، 

خسرتُ جُهده ونسبةَ الإنجاز العالية التي كان يُحققها ، 



ولم يعُد بالإمكان أن أرفع لإدارتي العليا نسبَ الإنجاز السابقة ، وصرتُ بحاجةٍ للبحث عن شاب يمكنه أن يحقِّق ذات الإنجاز وهم قليل 



لقد كان غباءاً منقطعَ النظير ، 


فما  الذي استفدتُه من ذلك...  ؟

يومها ، 


إكتشفت أنَّ بعض ما نخسره في حياتنا ، يكون بسبب التضييق على الآخرين ، وإغلاق منافذ الهروب

ما يجعل الطرف الآخر،



 أمام خيارين :



 إما أن يهربَ مِنك  وتَخسر جهده  أو يتخذك عدواً فيكيدُ لك  ويدعو عليك وسيتراجع نشاطه كنوع من الدفاع عن النفس .



وفي كلتا الحالتين ستكونُ خاسرا"



لذلك،


 أجدُ  أنه من المناسبِ أن تختارَ اللحظةَ ، لتسمحَ للطرفِ الآخر أن يتراجَع ، أن يهربَ بِكرامة ، 



فبعضُ التغافل مفيدٌ جداً.



لن تكون منتصراً فعلياً فيما لو كشفتَ المرء أمامكَ وأمام نفسه حد الاحراج ،

 حيث لن يجد بداً من المواجهة أو الهروب 

فالتجمُّل و التّغافل هو ورقة مهمة و التي تسترنا وتحمينا.

ليس الغافل بسيد في قومه

لكن سيد قومه المتغافل.

الأفضلُ دائماً أن تفتحَ لخصمكَ طريقاً يخرجُ منه كريماً فيحترمُك ، بدل أن تُحرجه فيُعادِيك.

لا يُشترط أن تفوزَ بكل المعاركِ فبعضُ الفوزِ هزيمة .

ولا تُحرق مراكبكَ أبداً  ،

فقد تحتاجها قريباً 

هذا  إهداء لكل أب وأم ولكل زوج وزوجة ولكل الاخوه والأصدقاء ولكل مدير ومديرة ومعلم ومعلمة.

فلابد أن تكسب الجميع بنوع من التغافل الذكي والتجاوز ،

وذلك ليس غباء ،

بل هو منتهى الذكاء والفطنة.

-3-
-4-

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

مدونة كورس 7

2021