ملخص كتاب " شفرة الموهبة "
ما معنى كلمة موهبة؟ ومن الموهوبون؟ هل هم أشخاص اختصَّهم الله بمهارات وقُدرات دونًا عن غيرهم؟ أم هم أشخاص أصحاب ظروف صعبة وفريدة لا بد أن تتفتق عنها الموهبة؟
📚 ملخص كتاب " شفرة الموهبة "
ما معنى كلمة موهبة؟ ومن الموهوبون؟ هل هم أشخاص اختصَّهم الله بمهارات وقُدرات دونًا عن غيرهم؟ أم هم أشخاص أصحاب ظروف صعبة وفريدة لا بد أن تتفتق عنها الموهبة؟
1- شفرة الموهبة
اكتشف الكاتب "دانيال كويل" أن شِفرة الموهبة تعتمد على اكتشاف عازل عصبي يُدعى "المَايلِين"، إذ تبيّن أن كل مهارة بشرية هي سلسلة من الألياف العصبية التي تحمل موجة كهربائية مُتناهية الصغر، أي إنها إشارة تنتقل عبر دائرة كهربائية،
ودور المايلين أن يلف على هذه الألياف حتى يجعل الإشارة أقوى وأسرع.
2- دور المايلين في التدريب العميق
تُعد فكرة التدريب العميق فكرة قوية لأنها تبدو كأنها خارجة من حكاية خيالية، لكن أساس هذه الحكاية يتمثل في مادة المايلين التي اكتُشف أنها مفتاح التحدث والقراءة والتعلم،
وأن تكون إنسانًا بوجه عام.
فإن هذا العازل الصغير الحجم يؤدي دورًا محوريًّا في الطريقة التي تعمل بها أدمغتنا وخصوصًا في ما يتعلق باكتساب المهارات، فكلما تدربت أرسلت موجات مُحَددة على طول الأسلاك العصبية تُعطي إشارة إلى عزل ذلك السلك بالمايلين؛ مما يُقوي من دقته وسرعته.
وللاستفادة القصوى منه لا بد من فهم قواعده التالية:
توضح القاعدة الأولى أن المايلين لا يستجيب للأحلام والأفكار المُبهمة، بل يستجيب للأفعال وبذل الجهد. وتقول القاعدة التي تليها إن المايلين عالمي، وينمو وفق القواعد نفسها مهما اختلف نوع المهارة.
أما القاعدة الثالثة من قواعد المايلين فتقول إنه يلتف ولا يفض، أي أنه بمُجرد عزل الدائرة لا يمكن فض عزلها.
والقاعدة الرابعة والأخيرة تتعلق بالسن، ففي الطفولة تكون نسبة المايلين هي الأعلى، وتظهر على هيئة موجات، وتبقى هذه الموجات حتى الثلاثينيات، وعند الخمسينيات تبدأ النسبة تقل.
3- قواعد التدريب العميق
عندما نرى موهبة تبزغ عند أشخاص كنا نظن أنهم مثلنا نُصاب بالدهشة وعدم التصديق، أما صاحب الموهبة نفسه فلا تبدو عليه المفاجأة، وهذا التباعد بين الانطباعين يُثير تساؤلًا مهمًّا: ما طبيعة هذه العملية التي تصنع هذين الواقعين المتباعدين.
يرجع الأمر إلى ثلاث قواعد تمثل قواعد التدريب العميق التي تصل بالمرء إلى درجة من الموهبة تجعل الآخرين يُصدَمُون:
القاعدة الأولى
هي التجميع، وتتكون من ثلاثة أبعاد، البعد الأول يقول "امتص كل شيء"، ومعناه أن تقضي وقتًا في تأمل ومشاهدة المهارة التي ترغب في تنميتها حتى تمتص صورتها…
وتتخيل نفسك تفعلها، ومن ثم ستفعلها حقيقةً.
أما البعد الثاني فيتمثل في تقسيم المهارة أجزاءً صغيرة، فمثلًا في مدرسة "مِيدومَاونْتْ للموسيقى، كانوا يَقُصُّون المقطوعات الموسيقية شرائط صغيرة، ثم ينتقون منها عشوائيًّا بهدف حفظ كل جزء صغير وفهمه بعمق، ومن ثم عزف المقطوعة كاملة.
أما القاعدة الثانية من قواعد التدريب العميق، فتُشجع على التكرار، وتبدو هذه القاعدة تقليدية، إلا أنها فعَّالة، فلا شيء أكثر فاعلية لتنمية الموهبة من القيام بالفعل نفسه، وإصلاح الأخطاء، وشحذ الدائرة العصبية يوميًّا.
4- الاشتعال المتعمد للموهبة
في حالة كوريا الجنوبية السابقة، اشتعلت المواهب نتيجة انتصار لم يُخَطِّط له أحد، أو يتنبَّأ به، لكن يوجد نوع مختلف من الاشتعال قد يحدث عند غياب شرارة البرق وعن عمد.
وأكبر مثال على هذا الأمر برنامج المعرفة قوة (KIPP) الذي أنشأه كل من "مايك فاينْبِرْجْ | Mike Feinberg" و"دِيفْ لِيفِنْ | Dave Levin"، بعد محاولاتهما الفاشلة في محاربة نظام المدارس، فقررا إنشاء مدرستهما الخاصة بهدف إعداد الطلاب للالتحاق بالكلية.
وأحرزت أكاديميات برنامج المعرفة قوة أعلى الدرجات في الامتحانات الموحدة على مستوى الولاية أكثر من أي مدرسة أخرى، وبعد هذا النجاح المُدوي تلقى البرنامج تبرعات بالملايين، وتُعد قصة هذا البرنامج مثالًا على الاشتعال الصافي، وفن وعلم صناعة مكمن للموهبة من الصفر.
إذ كان لهذا البرنامج ثقافة خاصة لا تتعلق بالمناهج أو التدريس فقط، وإنما شملت كيفية المشي والتحدث والجلوس والتعامل مع الزملاء والمُدرسين، وغرس التعاون من خلال أداءات روتينية مُحددة كالمشي معًا، إذ رأى المؤسسون أن كل تفصيلة مهمة.
وقيل للطلاب من أول يوم في الدراسة إن الهدف الأساسي هو ذهاب كل طالب منهم إلى الكلية، وجعلوهم يُرددون تلك الجملة، وكل ما قدمه المؤسسون والمدرسون كان إشارات مقصودة بهدف التحفيز تجاه هذا الهدف.
وصنع هذا البرنامج بيئة من التدريب العميق تُشَجِّع على حُسن السلوك، فواحدة من قواعد البرنامج تسمى "إيقاف المدرسة" وتعمَد إلى إيقاف المدرسة بالكامل إن انتهك أحد الطلاب قاعدة ما، ومن ثم يجتمع الطلبة والمدرسون لمناقشة ما حدث وكيفية إصلاحه.
لا تجعل فكرة "الموهبة" تُخيفك، وإنما استغل ما تعلمته من هذا الكتاب، وجرّب مهارات مختلفة، ووسّع من أفقك، واكتشف وابحث حتى تجد المجال الذي يُعجبك وتراه يستحق أن تبذل الجهد المناسب حتى تتفوق فيه،
واستعن بشفرة الموهبة لتكون صاحب الموهبة التي نقف أمامها مُندهشين ومُعجَبين.
وبالأخير اتمنى تكون استفدت من هذا الملخص لكتاب " شفرة الموهبة