أهل جايبين بنتهم المستشفي مغمى عليها من البكاء نتيجه إنهيار عصبي، فهمنا من الأم إن حصل زعل بينها وبين زوجهاوالزوجه إتعصبت جامد وبدأت بتشنج لحد ما وصلوا للمرحلة دي...
الغريب إن ملامح الزوج مكانش متأثر نهائي مش فارق معاه وجاي معاهم غصب عنه تقريبًا، واقف برا المستشفى كل اللي فارق معاه إنه عايز الموضوع يخلص ويروحوا.
شباك الأوضة بتاعتي فاتح على الجهة الأمامية للمستشفى، فكنت شايف الموقف من أول وصولهم.. فضلت شوية متابع الزوج غصب عني لحد ما جاتله مكالمة وفضل يزعق ويقول هي كل يومين تعمل نفس الموضوع ونجيبها المستشفي؟!! ..
المكالمة كانت طويلة وكلها قسوة، لفت نظري جملة قالها في وسط المكالمة:
".. لا مش هدخل لها، أمها معها جوة هبقي أراضيها بكلمتين لما تخرج ونروح"
فات ساعة وأنا كل شوية أخلص حاجة وعيني تقع تاني على ملامح الزوج اللي مش باين عليه أي حاجة غير الجحود...
لحد ما جت اللحظة اللي الأمن نادى فيها على اسمها
وقام الراجل بامتعاض شديد يرد، وعرفت إن ده اسم زوجته
وقاله كلمتين...
"البقاء لله زوجتك توفيت وتعالى عشان والدتها مغمي عليها جوه!"
كانت الكلمة كافية إن الزوج يوقع على الأرض في لحظتها واتحول الجحود على وجهه لبكاء شديد، وصراخ وهستيريا طفل مش راجل كبير!!
كان عمال يردد: "خلاص والله قولولها ترجع، وأنا مش هزعلها تاني، مش هضايقها مش همد إيدي عليها خلاص أنا غلطان والله، أنا كنت فاكرها بتكدب لما كانت بتقول قلبي بيوجعني
الزوجه أتوفيت نتيجة الإصابة ب
متلازمة القلب المكسور،
أو ما يعرف بـ
"Broken heart syndrome"
واللي أحد أهم أسبابها فعلا الشعور بالحزن المستمر والضيق والضغط العصبي.
كل الناس من حواليا رايحين ناحيه الراجل يطبطبوا عليه ويشيلوه من على الأرض وأنا رغم إشفاقي على حاله وابتلائه لكن كان جوايا كلام كتير عاوز أقولهوله...
كان نفسي أقوله شوفت إن الحياة مش دايمًا هتديلك فرصة تصلح اللي خربته؟! شوفت إن قسوتك عليها معملتش حاجه دي خدتها منك خالص! رفضت تدخل تراضيها بكلمتين كان ممكن يكونو فارقين معها
رغم إن القدر نافذ لكن على الأقل مش هتعيش محسور من بعده وحاسس بالذنب.
بلاش القسوة وبلاش العند وبلاش تأجلوا تصليحكم للغلط، الحياة مش على مزاجك وهتسيبك تختار الوقت اللي تصلح فيه غلطك...
الحياة مش دايما هتديلك الفرصة اللي أنت عايزاها!
في ناس بتفتكر ان الزعل والنكد المستمر عادى
اللي يهون عليه حزنك ابعد عنه واوعي تفكر ولا تحس بالذنب كفياك أعذار