قصة جوني أريكسون مشلولة ترسم أجمل اللوحات بفمها "قصة جوني أريكسون مشلولة ترسم أجمل اللوحات بفمها
\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\\
\\
\\
فى مياه خليج شيزابيك عند غروب الشمس، قفزت الفتاة الأمريكيّة جونى أريكسون، فأصطدمت رأسها بصخرة، غيّرت حالتها من النشاط والحيويّة إلى العجز التامّ، وعدم القدرة على الحركة، فقد أُصيبت بشلل فى جميع أعضاء جسمها ماعدا رأسها، وهى في السابعة عشرة من عمرها،
وفي يوم زارتها صديقتان فقالت أحداهما:
أووه ياجوني! وقالت الأُخرى: أووه، يا إلهي! ثمَّ ركضت الواحدة تِلو الأُخرى إلى الخارج لكي تتقيّأ! فطلبت جوني مِرآة لترى وجهها، وعندما نظرت صرخت: إنّه مُخيف! فحاولت الانتحار!
وفي يوم زارتها صديقة فقالت لها: إنَّ يسوع يعرف ألمك لأنَّه أُصيب بالشلل مثلك! كيف؟ وهو على الصليب كان يُعاني من قسوة الألم، ولم يقدر أن يُحرّك جسده لأنَّ المسامير أصابته بشلل أيّ قيَّدته وجعلته عاجز عن الحركة! فنسيت جوني آلامها وبدأت تُفكّر في آلام المسيح الَّذي مات حُبَّاً فيها ورغبة في خلاصها.. وهكذا تساءلت: هل يمكنني أنا المشلولة أن أعبد الرب وأُحبَّه؟! وقد كان!
وعندما قرأت قول يعقوب الرسول: "" اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْراً "" (يع2:1،3)،
فتساءلت: ماذا يريد أن يقوله الله لي، أنا الفتاة السجينة المُغلق عليها، غير القادرة على الحركة فأعلنت تحدّيها للضعف واضعة أمامها قول المزمور: "" الرَّبُّ يَعْضُدُهُ وَهُوَ عَلَى فِرَاشِ الضُّعْفِ مَهَّدْتَ مَضْجَعَهُ كُلَّهُ فِي مَرَضِهِ "" (مز3:41).
لقد تغيّرت روح جوني عندما زاد إيمانها، فبدأت مرحلة التأهيل، وبعد سنتين بدأت تتحرّك على كرسيّ،
وتعلَّمت الرسم والكتابة بفمها!
وأخذت توقّع على رسوماتها بعبارة: المجد لله على كلّ شيء!
وفي يوم عملوا معرض للوحاتها فأُغلقَ الشارع الَّذي به المعرض، من زحمة السيّارات واحتشاد الناس الَّذين أتوا لزيارة المعرض، وعلى واجهة المبنى كُتب إعلان: يوم جوني أريكسون!
وبعد أن ظنّت أنَّها أصبحت عالة على المجتمع أصبحت تعيش من بيع لوحاتها، وتزوَّجت، وأصبحت متحدّثة جماهيريّة تأسر المستمعين بحديثها وأناقتها.. ومبشرة بالمسيح !
إنّ قصّة هذه الفتاة تذكرنا بقول الرسول بولس: "" لِذَلِكَ لاَ نَفْشَلُ، بَلْ وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْماً فَيَوْماً "" (2كو16:4)،
وتُعلِّمنا أنّ أولاد الله لا ينكسرون تحت التجارب،
ولا يجعلون اليأس يحطّمهم، بل يتقبّلون حياتهم مهما أحاطت بها الصعوبات، ويسيرون كلّ يوم بثبات وإيمان لا يتزعزع،
لأنَّ من أشرق نور المسيح في قلوبكم، لا يتأثّروا لو انطفأت شموع العالم كلّه، يكفيهم شمعة الإيمان الَّتي تُير قلوبهم لتضيء لهم الطريق."