العلاج بالمعنى
==========
عالم النفس النمساوي فيكتور فرانكل
يؤسس عالم النفس النمساوي فيكتور فرانكل للعلاج بإدراك وتمثل معنى الحياة، وفي ذلك كما يقول يكون الإنسان قادرا على مواجهة التحديات والتكيف مع متطلبات الحياة، لكن المعنى الذي يقترحه فرانكل علاجا للإنسان ليس أفكارا عامة، وإنما اتجاهات محددة تخص الفرد على نحو متميز، فكل شخص كائن إنساني مختلف ومتفرد ومتميز. ولا يمكن مقارنة إنسان بآخر، وليس هناك موقف يعيد نفسه بالضبط كما كان. بل إن كل موقف يستدعي إجابة مختلفة.
تستلزم الحياة ببساطة من الإنسان في بعض الأحيان أن يتقبل قدره ويصدع له
فنجد في بعض الأحيان أن الموقف الذي يجد الإنسان نفسه فيه قد يستلزم منه أن يسعى إلى تشكيل قدره أو مصيره بأفعاله، وفي أوقات أخرى قد يكون أكثر نفعا بالنسبة له أن يفيد من فرصة التأمل وأن يحقق وجوده وقوته بهذه الطريقة. وقد تستلزم الحياة ببساطة من الإنسان في بعض الأحيان أن يتقبل قدره ويصدع له، إن كل موقف يتميز بتفرده، ومع ذلك توجد دائما إجابة صحيحة واحدة فقط للمشكلة التي يفرضها الموقف الراهن.
التفرد الذي يميز كل فرد عن غيره ينطوي على عمل إبداعي
هذا التفرد الذي يميز كل فرد عن غيره والذي يعطي الفرد معنى لوجوده؛ ينطوي على عمل إبداعي، بقدر ما ينطوي على الحب الإنساني، وحينما يتحقق الشخص من استحالة أن يحلّ أحد في مكانه فإن هذا يسمح بظهور المسؤولية بكل ضخامتها وأبعادها مما يحمله الشخص لأجل وجوده واستمراره وبكل ما يحمله من عظمة، إن الإنسان الذي يصبح واعيا بالمسؤولية التي يحملها إزاء إنسان آخر ينتظره بشوق وحنان أو إزاء عمل لم يكتمل سوف لا يكون قادرا أبدا على التفريط في حياته. فهو يعرف سبب وجوده ويشعر بالغاية من وجوده. ومن ثم يكون قادرا على تحمله بأي شكل من الأشكال.
يركز العلاج بالمعنى على المستقبل يبحث الإنسان عن القوة الدافعية الأولية
يركز العلاج بالمعنى على المستقبل، وأن يبحث الإنسان عن القوة الدافعية الأولية أو إرادة المعنى، وفي هذا البحث ينشئ الإنسان قوته وإرادته وخصوصيته، إن إرادة المعنى لدى معظم الناس هي حقيقية وليست مجرد اعتقاد. وفي ذلك يفسر فرانكل التعصب بأنه رغبة مرضية لدى المتعصب للتقليل من طموحات وإنجازات الآخرين.
يلتبس المعنى أحيانا بالرغبات، وفي هذه الحالة يفقد المعنى طبيعته
يلتبس المعنى أحيانا بالرغبات، وفي هذه الحالة يفقد المعنى طبيعته الباعثة على التحدي والعمل، ولا يعود ذلك يدفع الإنسان إلى أن يحشد طاقاته وينطلق إلى التقدم. وفي ذلك يبحث الإنسان عن وجوده بإدراك الوجود ذاته، وأسلوب الوجود المميز للإنسان، ومعنى الوجود، والسعي للتوصل إلى معنى محسوس ملموس في الوجود الشخصي، اي إرادة المعنى.
الإحباط الوجودي
التوتر الناشئ عن الفجوة بين واقع الفرد وما ينبغي أن يصير عليه كامن في الوجود الإنساني
وهنا قد ينشأ العصاب المعنوي من الصراعات المعنوية الأخلاقية، أو من المشكلات “الروحية” وليس كل صراع بالضرورة عصابيا، فمقدار من الصراع سوي وصحي، وليست كل معاناة ظاهرة مرضية، وقد تكون المعاناة إنجازا إنسانيا طيبا، خاصة إذا كانت تنشأ من الإحباط الوجودي. ذلك أن التوترات الداخلية الناشئة عن البحث الإنساني عن المعنى ضرورية ومطلوبة، فلا يمكن أن يساعد الإنسان بفاعلية على البقاء حتى في أسوأ الظروف مثل معرفته بأن هناك معنى في حياته. هكذا فإن التوتر الناشئ عن الفجوة بين واقع الفرد وما ينبغي أن يصير عليه كامن في الوجود الإنساني ولا غنى عنه بالنسبة للصحة النفسية. يقول نيتشه “إن من عنده سبب لأن يعيش من أجله فإنه غالبا يستطيع أن يتحمل في سبيلة بأي شكل من الأشكال”
ويقترح فرانكل ألا نبحث عن معنى مجرد للحياة
ويقترح فرانكل ألا نبحث عن معنى مجرد للحياة، فلكل فرد رسالته الخاصة في الحياة التي تفرض عليه مهاما محددة عليه أن يقوم بتحقيقها، وفي ذلك لا يمكن أن يحل شخص محل شخص آخر، فيجري كل إنسان سؤاله ويستطيع أن يستجيب إلى الحياة بالإفصاح عن مسؤوليته والتعبير عنها، وهكذا فإن العلاج بالمعنى يرى في الالتزام بالمسؤولية الجوهر الحقيقي للوجود الإنساني.
------
العلاج بالمعنى هو نوع من العلاج النفسي يركز على مساعدة الناس على العثور على معنى في حياتهم. يعتقد مؤسس العلاج بالمعنى، فيكتور فرانكل، أن السعي للعثور على معنى هو الدافع الأساسي للإنسان.
يعتمد العلاج بالمعنى على فكرة أن المعاناة جزء طبيعي من الحياة، وأنها يمكن أن تكون فرصة للعثور على معنى. يعتقد فرانكل أن الناس يمكنهم العثور على معنى في حياتهم من خلال:
الحب: التعلق بالآخرين وتقديم الدعم لهم.
العمل: استخدام مهارات المرء وقدراته لخدمة الآخرين.
الإبداع: إنتاج شيء جديد أو قيم.
المواقف: إيجاد معنى في المعاناة.