"يقفز وسط النيران"
يقفز وسط النيران قصة جميلة يجب ان تقرأها
سمع الإبن الصوت. صوت أبيه الذي يحبه ولكنه خاف وتردد
خرج الأب ليشتري بعض الأشياء وترك إبنه وحيداً في المنزل، وبعد فترة من خروجه حدث حريق في المحل أسفل المنزل منع السكان من الخروج، وإضطرب السكان وخاف الجميع وإبتدأوا يلقون بأنفسهم من الشرفات أو يصنعون من الأغطية حبالاً وينزلون، والدخان الأسود يتصاعد ويحجب عنهم الرؤية، ورجع الأب وشاهد إبنه. حبيبه يقف على سور الشرفة والدخان المتصاعد يحيط به ولا يقوى على عمل أي شيء، والنيران تقترب منه فنادى عليه. يا إبني. يا حبيبي أتسمعني؟ أنا والدك. إني أراك ولكنك لا تراني لأن الدخان يعمى عينيك فلا تخف، أنا هو ... ثق في و إرمي بنفسك وستجد أحضاني في إنتظارك وسمع الإبن الصوت. صوت أبيه الذي يحبه ولكنه خاف وتردد.
لا أستطيع يا أبي، لا أقدر أن أرمي بنفسي من الأفضل أن أعمل مثل باقي السكان
وابتدأ يفكر في إحتمالات كثيرة وقال الإبن: لا أستطيع يا أبي، لا أقدر أن أرمي بنفسي من الأفضل أن أعمل مثل باقي السكان فأصنع حبالاً من الأغطية وأحاول الوصول إليك بها ولكنها قد تحترق، أو أنتظر قليلاً فقد تبتعد النيران عن الشرفة.
لست أدرى ماذا أفعل، إني خائف
ولكن هذا غير مؤكد آه يا أبي ... لست أدرى ماذا أفعل، إني خائف. وهنا صاح الأب بصوت كسير وحزين ولكنه مفعم بالحب، إذا كنت تحبني وتثق في إرمي بنفسك. لا تفعل شيئاً ولا تحاول أن تفعل، فقط ثق ولا تخف. إني أراك يا إبني سأمسك بك وأخذك في أحضاني إني فاتح ذراعي وأحضاني في إنتظارك ... هيا لا تضيع حياتك، أرجوك بل أتوسل إليك يا إبني وأغمض الإبن عينيه وترك كل محاولاته العقيمة ورمى بنفسه في وسط الدخان واثقاً من أبيه.
فجأة وجد نفسه في أحضان أبيه الذي قال له بحب وعتاب: يا إبنى ... لماذا شككت؟
لأنه لم يكن هناك أي منقذ آخر ... وفجأة وجد نفسه في أحضان أبيه الذي قال له بحب وعتاب: يا إبنى ... لماذا شككت؟ ألا تعرف أني أحبك وإنك جزء مني، فنظر إليه الإبن والدموع في عينيه فرحاً بأحضان أبيه ونادماً على عدم ثقته فيه.