«دلتا بلس».. تطرق أبوابنا
https://course-7.blogspot.com/2021/08/blog-post_240.html
جيهان فوزى
دخلنا فى الموجة الرابعة من الوباء، ولم نتعافَ بعد من أوجاع الجائحة التى غزت حياتنا، وآلمتها وتركتنا نعانى أحزان الفقد ومرارة المرض وتوابعه، ورغم أننا كنا نحبس الأنفاس حتى لا نستقبل الموجة الرابعة بمتحور دلتا بلس الأكثر شراسة وانتشاراً، فإن أولى حالات متحور دلتا ظهرت من خلال سيدة فى العقد الرابع من العمر تأكدت إصابتها، وهو الأمر الذى يدعونا لمزيد من الحذر والانتباه إلى قواعد التدابير الاحترازية بشكل أكبر، والسعى لتلقِّى اللقاح المضاد للفيروس دون تراخٍ، لأنه الأمل الوحيد فى تقليص انتشار الفيروس، منعاً لإمكانية ظهور سلالات جديدة تتحايل على الأجسام المضادة وتتهرب منها، وبالتالى تقلل من فاعلية اللقاحات التى صنعت للاستخدام الطارئ، وتزيد من صعوبة التغلب على الفيروس والقضاء عليه.
لقد حذر خبراء فى علم المناعة، من البديل الجديد الذى يطلق عليه «كوفيد 22»، الذى وصف بأنه أكثر فتكاً وقابل للتهرب المناعى، من سلالة متحور دلتا، التى تهيمن على العالم الآن، جاء ذلك التحذير وفق تصريح عالم المناعة البروفيسور «ساى ريدى» لصحيفة «ذا صن» البريطانية: «يتعين علينا الاستعداد لمتغير جديد ناشئ فى عام 2022 يمكن أن يشكل خطراً كبيراً»، إذ يتوقع العالم «ريدى» أنه من المحتم أن تتحد المتغيرات الفيروسية الجديدة الموجودة بالفعل، مثل دلتا (الهند) وبيتا (جنوب أفريقيا) وجاما (البرازيل) لجعل السلالة أكثر خطورة. ويمكن لـ«كوفيد 22» أن يصبح أسوأ مما نشهده الآن، إنها المرحلة الأخطر من الوباء، عندما تصبح المتحورات من (بيتا) أو (جاما) أكثر عدوى أو تطوراً من المتحور (دلتا). لذا يجب التعرف عليه باكراً، والاستعداد له جيداً، وعلى الشركات المصنِّعة للقاحات تطوير لقاحاتها بسرعة كخطط بديلة إذا ما فاجأتنا السيناريوهات الأكثر تشاؤماً، فظهور هذا البديل الجديد هو مخاطرة كبيرة يجب الاستعداد لها.
عدم اكتشاف منشأ الفيروس يحير العلماء، فمعرفة منشئه الأول سيفسر الكثير من الغموض حوله، وبالتالى الإسراع فى احتوائه، وبسبب استمرار الجدل حول المنشأ فإن الحرب الإعلامية بين الصين والولايات المتحدة ما زالت مستعرة، خاصة مع اقتراب صدور تقرير للمخابرات الأمريكية فى هذا الشأن بأمر من الرئيس الأمريكى جو بايدن، واستباقاً لصدور التقرير، شنَّت الصين حملة دعائية تشير إلى أن «كوفيد 19» تسرب من قاعدة عسكرية أمريكية فى ولاية ماريلاند، وخلال فترة قصيرة أخذت مصادر صينية تروج لفكرة أن «كوفيد 19» صنع فى الولايات المتحدة، وفى سبيل بثّ تلك الفكرة، استعانت المصادر الصينية بكل الوسائل والمنصات، من موسيقى الراب إلى منشورات «فيس بوك» عبر صفحات مفبركة، بعد أن كانت الصين هى المتهم الأول بتسرب الفيروس من مختبر ووهان! العالم ليس بحاجة إلى سباق لمعرفة من المسئول عن انتشار الفيروس فى هذا التوقيت الحرج والحساس، بقدر حاجته للحد من انتشاره وتوحشه ومن ثم القضاء عليه، فالأمر لا يتعلق بسرد قصة أو اختلاقها، فى ضوء معاناة البشرية لأكثر من عامين جراء الوباء الذى أزهق أرواح أكثر من 4.4 مليون شخص حول العالم وأكثر من 210 ملايين مصاب، وما زالت الأرقام فى زيادة مطردة، ويبدو أن الفيروس لن تطوى صفحته المفزعة قريباً.
الوطن