-->
جاري التحميل ...

بطل ومبشر كان شابًا طبيعيًا يملؤه الحماس والنشاط

-1-
-2-

بطل ومبشر كان شابًا طبيعيًا يملؤه الحماس والنشاط، تعلم فى طفولته بمدرسة فرنسية، وانتقل إلى مدرسة إنجليزية فى مرحلة الثانوية، عاش حياته طولا وعرضا لأنه وحيد والديه، دخل الجامعة الأمريكية لدراسة الاقتصاد، وكان من أنشط زملائه فى اتحاد طلاب الجامعة، وفى مساء أحد الأيام فى أثناء خروجه بسيارته الخاصة تعرض لحادث على طريق الأوتوستراد، فدخل فى رحلة علاج استمرت أكثر من 9 سنوات، انتهت بشلل رباعى تام من أعلى الرقبة إلى آخر أطراف القدمين، وفقد للإحساس من أعلى الكتف إلى أطراف الرجلين. ورغم كل ذلك حصل على شهادات علمية من جامعات أمريكية عن طريق بصمة الصوت. أنه الشاب صانع التحدى الكبير إيمانويل غالى (مانو ) . يقول إيمانويل غالى الشهير بـ"مانو": ولدت فى مايو عام 1984، والدى يعمل فى إحدى شركات البترول، ووالدتى طبيبة، وأنا ابنهما الوحيد، وكانت عنايتهما بى فائقة للغاية منذ الصغر وحتى الآن، وفى عام 1989 التحقت بمدرسة "دى لاسال" الفرنسية فى منطقة الظاهر، وحرصا على راحتى نقل والدى مكان سكننا إلى جوار المدرسة، وقضيت فيها 11 عامًا، ثم التحقت بمدرسة إنجليزية فى حى المعادى وهى "الكلية الأمريكية" ونقلنا سكننا للمرة الثانية إلى جوار المدرسة، وهنا حدثت مفارقة كبيرة فى حياتى، حيث تحول مسار تعليمى من اللغة الفرنسية إلى الإنجليزية، ولكننى استطعت تجاوز ذلك حتى حصلت على الدبلومة الأمريكية. ويضيف "مانو": فى عام 2002 التحقت بكلية الهندسة فى الجامعة الأمريكية، وكنت طالبا نشيطا وخاصة فى أثناء مشاركتى باتحاد طلاب الجامعة، وفى السنة الثانية من الدراسة حدثت نقطة تحول كبرى، ففى مساء يوم الجمعة 21 نوفمبر 2003 تعرضت لحادث بسيارتى الخاصة على طريق الأوتوستراد بالقرب من منطقة المقطم، وكان معى صديق لى، حيث انقلبت بى السيارة فى الجزيرة الوسطى، فطبق السقف علىَّ أنا فقط ولم يصب صديقى بأى شيء، ولأننى كنت "رابط" حزام الأمان لم يستطع المسعفون إخراجى، وأعتقد أن أحدهم قام بجذب رأسى بقوة ليخرجنى من السيارة فقطع النخاع الشكوى، ونقلت إلى مستشفى اليوم الواحد، وكان التقرير المبدئى لحالتى هو "موت شاب فى حادث سيارة. اللى هو أنا طبعا"، وعندما حضرت والدتى قامت بنقلى إلى مستشفى قصر العينى الفرنساوى، وبعد دخولى فوقت من الغيبوبة لمدة لحظات، وتحدثت مع والدتى بالإنجليزية "هل هذا كابوس أم ماذا" فقالت لى " نام يا حبيبى وبكرة الدنيا هتكون أحسن"، والتشخيص الطبى الثانى، شلل رباعى تام من أعلى الرقبة إلى أخر أطراف الأقدام، وذلك نتيجة تهتك فى النخاع الشوكى وكسر فى الفقرات العنقية (C4.C5)، وفقد للإحساس التام من أعلى الكتف إلى أطراف الرجلين، ومكثت فى الرعاية المركزة على تنفس صناعى 4 أشهر، وقاموا بتركيب شق بلاستيك فى حنجرتى لتسهيل عملية التنفس، وظللت عاما وثلاثة أشهر بدون كلام. ويكمل "مانو" قصته: نصح الأطباء فى قصر العينى والدتى بضرورة نقلى إلى مركز التأهيل الطبى بالعجوزة، وظللت فيه 8 أشهر، وخلال تلك الفترة حدثت لى قرحة فراش من الدرجة الرابعة، حتى بدأت العظام تظهر من الجلد، وبزيارة مستشار ألمانى نصح بسفرى إلى ألمانيا فورا للعلاج فى مستشفى كلينك هولد هاوزن، ومكثت فيه 5 أشهر أجريت خلالها 7 عمليات جراحية مختلفة، وأثناء وجودى بالمستشفى قاموا بتغيير الشق الحنجرى البلاستك إلى شق معدنى كى استطيع الكلام، وبعدها زارنى فى المستشفى طبيب ألمانى، وعندما شاهدنى قال لى " أنت المفروض ميت الآن" ولكن رعاية والدتك الطبيبة لك ستجعلك تعيش 4 أسابيع فقط، وبعدها عدت إلى مصر فى أواخر فبراير 2005، ودخلت مستشفى الجلاء العسكرى بالمطار لمتابعة العلاج لمدة 3 أشهر، ثم رجعت إلى البيت. ويسترسل "مانو": بعد عودتى إلى المنزل كنت أمام أمرين لا ثالث لهما، أما الاستسلام للموت، أو البحث عن أهم الإمكانات الخفية فى جسمى واستخدامها وتوظيفها لأعيش حياة أفضل، فهدانى ربى إلى شراء جهاز حاسب "لاب توب" ليناسب حالتى - حيث لا يتحرك أى جزء فى جسمى كله" - وهدانى ربى أيضا إلى فكرة تفصيل ترابيزة خاصة لأضع عليها الحاسب وتكون أعلى السرير وملائمة لوضعى النائم، وقمت بعد ذلك بشراء برنامج صوتى لكى أتعامل من خلاله مع الحاسب، (Dragon Naturally Speaking) يستطيع هذا البرنامج تحريك الماوس والكيبورد ببصمة الصوت، وظللت 3 أشهر كاملة لكى أقوم بتدريب البرنامج على بصمة صوتى، والحمد لله تمكنت من ذلك، والآن عند تعاملى مع الحاسب لا أحتاج من أى شخص غير تشغيل الجهاز ووضع النظارة على عينى ووضع السماعة والمايك الملحق بها فى إذنى، وبعدها أقوم أنا بتشغيل البرنامج والتعامل مع جميع برامج الحاسب وشبكة الإنترنت والرد على التليفون ومحادثة الأصدقاء. ويستمر "مانو" فى كلامه قائلا: عندما بدأ تعاملى مع الحاسب يصل لمرحلة الاحترافية، قمت بالاتصال بالجامعة الأمريكية، وعرضت عليهم الرجوع لتكملة تعليمى، فقالوا لى "مستحيل" فإن ظروفك الصحية لا تسمح بذلك نهائيا، ولكن يمكنك الاستمرار فى التعليم من خلال البوابة الإلكترونية للجامعة، وتحصل منها على شهادات عن بعد، فقمت بالتواصل مع البوابة الإلكترونية، وأخبرونى بأن الدراسة بها لمثل حالتى تكون فى تخصصات نظرية فقط، ولا مجال لدراسة الهندسة بها، فاخترت دراسة إدارة الأعمال، وحصلت على دبلومة عن طريق "بصمة الصوت" بعد 4 أشهر فقط، ولكن هذه الشهادة لم ترو ظمأى العلمى، فأخذت أبحث عن مجالات تعليم أخرى عبر الإنترنت، حتى توصلت إلى جامعة "فينيكس" فى ولاية أريزونا الأمريكية، وقمت بتحويل ملفى بالكامل من الجامعة الأمريكية بالقاهرة إلى هذه الجامعة، والتحقت بشهادة إدارة الأعمال، وظللت أدرس فيها من 2006 حتى 2008 عن طريق شبكة الإنترنت، وكانت المحاضرات تبدأ من الساعة 4 فجرًا نظرًا لاختلاف التوقيت بيننا وبين أمريكا، مما كان يستلزم منى الاستيقاظ فى هذا التوقيت، وكانت جميع الكتب والبحوث والامتحانات عبر الإنترنت بصيغة pdf وحصلت منها على شهادة فى إدارة الأعمال بامتياز عن طريق "بصمة الصوت"، وبدءًا من عام 2008 وحتى الآن أعمل مترجما من العربية إلى الإنجليزية فى إحدى القنوات الفضائية، وأمارس عملى عن طريق البريد الإلكترونى، حيث ترسل لى المادة وأقوم بترجمتها عن طريق بصمة الصوت ثم أرسلها عبر البريد الإلكترونى بنفس الطريقة، وفى عام 2009 وجدت لدى وقت فراغ فالتحقت بجامعة "فينيكس" مرة أخرى لدراسة بكالوريوس العلوم فى مجال الإدارة وباق لى ثلاث دورات "كورسات" على التخرج، وأقوم بالدراسة عن طريق بصمة الصوت مثل سابقتها. ويكمل "مانو": أخرج من المنزل قليلا جدا، مستخدما الكرسى المتحرك المجهز طبيا، وأحضر اجتماعات شباب كثيرة أتحدث فيها عن كيفية تفعيل الإرادة لدى كل منا، وعن قوة التحدى الكامنة فى أعماق كل إنسان، وأخبرهم عن تجربتى وكيف انتصرت على اليأس والإحباط القاتلين، وأحث الشباب السليم قبل المعاق على عدم الاستسلام لأى إعاقة تواجهنا فى الحياة. ويختتم "مانو" حديثة قائلا: أود أن أتوجه بأسمى آيات الشكر إلى والدتى التى كانت بالنسبة لى ملاك الرحمة سواء قبل الحادث أو بعده، لأن راحتها كانت تأتى بعد راحتى، ولم يغمض لها جفن وأنا فى حالة صحية غير مستقرة خلال الـ12 سنوات و6 أشهر الماضية، وبذلت كل الجهد لكى أظل على قيد الحياة بعد إرادة ربنا، وسهرت بجوارى طوال الليل عاما ونصف عام كانت تنام على كرسى فى المستشفى، وهذا أعظم دليل على التضحية من أجلى. أما والدى فأنا بالنسبة له كل شيء، ولم يدخر جهدا فى توفير الراحة لى طوال مشوار علاجى وحتى الآن، فهو يمثل مصدر القوة لى من خلال تلبية جميع احتياجاتى. أما حلمه فى الحياة فهو: تغيير العالم - كل العالم - إلى الأفضل، وأن يسعى كل إنسان لتغيير نفسه ومساعدة كل منا الآخر بصرف ا عن دينه أو لونه أو بلده أو جنسيته، ففى النهاية كلنا إنسان
-3-
-4-

التعليقات



إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

إتصل بنا

جميع الحقوق محفوظة

مدونة كورس 7

2021